خرج من عيادة الطبيب مسرعاً فهذه الرائحة الخانقة لايطيقها
هز يداه بلامبالاة عندما استوقفته تلك الفتاة الصغيرة تطلب منه " حسنة يابيه "
نظر شذراً الى ملف الاشعة يحمله بلا اكتراث
دوت صراخات الآت التنبيه في الطريق ولكنه شرد بذهنه بعيداً عنها
تذكر لقاؤه بالطبيب، وتلك الوصايا العشر التى طالما كررها عليه طوال الثلاث سنوات الفائتة
لاتدخن، لاتكثر من الدسم، ممنوع الحلويات، ممنوع الحوادق والطرشي، تجنب التعرض لصدمات نفسية، اهتم بمواعيد الدواء
الاستشارة بعد اسبوعين
كل اسبوعين يمرا من حياته هما تجديد لهذه الوصايا التى لايمل الدكتور سعيد من تكرارها
اصبح مابينهما نوع من التوافق والصحوبية
فهو وكأي مريض قلب، عندما تأتيه "النوبة" لابد من الاتصال بالدكتور سعيد
انه لايعرف عنه سوى هذا البالطو الابيض وتلك الرائحة المفعمة بالكلوروفورم والديتول
وانه كالكائنات الفضائية، يأتيه في اي وقت يريد
عندما اشتدت عليه الام صدره في الشهر الماضي اتصلت به ابنته
كانت الواحدة صباحا ولم تنقض نصف الساعة حتى وجدوه بينهم
يحمد الله على وجود مثل هذا الشخص على قائمة هاتفه
حمد ربه على نعمة الصحة والستر والعافية
طرقعت خطواته على اسفلت الطريق ومضى يبحث عن ميكروباص يقله الى منزله
ان المحطة قريبة من العيادة ... تخلى عن فكرة الميكروباص وقرر التمشية قليلا
توقف عند القهوة القريبة من ناصية الشارع واتخذ موقعه قريبا من الباب
جاءه النادل وطلب قهوة
لفت انتباهه احد المارة يجد السير ناحيه القهوة
نظراته الزائغه الحيرى تجوب الشارع وتمسح الناس
لهفته الواضحة وقلقه المتطاير والتفاتاته الحادة
شعره الاشيب الوقور وحذاؤه البني اللامع يشيان بحكمته
دخل القهوة وتكلم الى النادل الذي هز رأسه بالنفي
خرج الرجل مسرعا وتكلم الى البائع في المحل المجاور
عبر امام محطة الاتوبيس .... امام دكاكين العطارة في الشارع الواسع
من يملك الاجابة على تساؤلاته
لا احد من الجالسين عل المحطة يبتسم في وجهه
قصد الناحية الاخرى من الطريق
سال الشرطي عند الاشارة
سأل البائع عند كشك الجرائد
تكشفت انيابه عن غضبه
اتسعت حدقتاه
تكاثف العرق على جبينه الاسمر العريض
واغمض عيناه
اتجه لقلب الميدان الفسيح
وبال في سرواله
اسلام زيدان - سبتمبر 2010
هز يداه بلامبالاة عندما استوقفته تلك الفتاة الصغيرة تطلب منه " حسنة يابيه "
نظر شذراً الى ملف الاشعة يحمله بلا اكتراث
دوت صراخات الآت التنبيه في الطريق ولكنه شرد بذهنه بعيداً عنها
تذكر لقاؤه بالطبيب، وتلك الوصايا العشر التى طالما كررها عليه طوال الثلاث سنوات الفائتة
لاتدخن، لاتكثر من الدسم، ممنوع الحلويات، ممنوع الحوادق والطرشي، تجنب التعرض لصدمات نفسية، اهتم بمواعيد الدواء
الاستشارة بعد اسبوعين
كل اسبوعين يمرا من حياته هما تجديد لهذه الوصايا التى لايمل الدكتور سعيد من تكرارها
اصبح مابينهما نوع من التوافق والصحوبية
فهو وكأي مريض قلب، عندما تأتيه "النوبة" لابد من الاتصال بالدكتور سعيد
انه لايعرف عنه سوى هذا البالطو الابيض وتلك الرائحة المفعمة بالكلوروفورم والديتول
وانه كالكائنات الفضائية، يأتيه في اي وقت يريد
عندما اشتدت عليه الام صدره في الشهر الماضي اتصلت به ابنته
كانت الواحدة صباحا ولم تنقض نصف الساعة حتى وجدوه بينهم
يحمد الله على وجود مثل هذا الشخص على قائمة هاتفه
حمد ربه على نعمة الصحة والستر والعافية
طرقعت خطواته على اسفلت الطريق ومضى يبحث عن ميكروباص يقله الى منزله
ان المحطة قريبة من العيادة ... تخلى عن فكرة الميكروباص وقرر التمشية قليلا
توقف عند القهوة القريبة من ناصية الشارع واتخذ موقعه قريبا من الباب
جاءه النادل وطلب قهوة
لفت انتباهه احد المارة يجد السير ناحيه القهوة
نظراته الزائغه الحيرى تجوب الشارع وتمسح الناس
لهفته الواضحة وقلقه المتطاير والتفاتاته الحادة
شعره الاشيب الوقور وحذاؤه البني اللامع يشيان بحكمته
دخل القهوة وتكلم الى النادل الذي هز رأسه بالنفي
خرج الرجل مسرعا وتكلم الى البائع في المحل المجاور
عبر امام محطة الاتوبيس .... امام دكاكين العطارة في الشارع الواسع
من يملك الاجابة على تساؤلاته
لا احد من الجالسين عل المحطة يبتسم في وجهه
قصد الناحية الاخرى من الطريق
سال الشرطي عند الاشارة
سأل البائع عند كشك الجرائد
تكشفت انيابه عن غضبه
اتسعت حدقتاه
تكاثف العرق على جبينه الاسمر العريض
واغمض عيناه
اتجه لقلب الميدان الفسيح
وبال في سرواله
اسلام زيدان - سبتمبر 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق