السبت، 28 أغسطس 2010

اخرس وقلبي مليان كلام

وحيداً .. وكلما ابتعد عن التواصل مع البشر .... يجد نفسه يسقط في بئر الوحدة ... لوحده.

لايدري لذلك سبباً ولكنه يريد ان يتكلم .. هم بأن يفتح اجندة مذكراته ... وكتابة مايمر به من افكار ..... ولكنه وجدها فكرة سخيفة ومملة ... لكم من مرة فعلها .. ان الاجندة مليئة بالافكار التي تريد ان تخرج وفي كل مرة يقرأ فيها ماكتبه ..... يزداد تغاعلا مع الاحداث القديمة الحزين منها ام المفرح على السواء... ولكنها لاتعني شيئاً لاحدٍ سواه.

لماذا لا اتفاعل بهذه الاحداث واتشارك بها مع شخص اخر؟ ... هكذا يفكر في نفسه ..... لماذا لا اتحدث الى احد المقربين ونأخذ في الحكي ... وفي هذه الخطوة ازالة لجدار الرتابة في احداث اليوم.

ولكن مع من سأتحدث ؟ ... ان قائمة الاسماء على هاتفه تحوي العديد من الاسماء .... منهم زملاء العمل ومنهم اصدقاء الطفولة وزملاء الجامعة والجيران في الشارعوبعض من المعارف وكم لابأس به من الاقارب.

لن يتحدث الى المعارف فهم بعيدون عن دائرة اتصالاته ... فهم في قاموسه اصدقاء لاصدقائه ولايهمونه في شئ ... اما اصدقاء طفولته فيتحدث معهم يومياً .... ولكنه يريد شخصاً مختلف .... اما قائمة العمل، فهم للعمل.... فلا يصح ان يدخلوا في دائرة التعاملات الشخصية .... اما زملاء الجامعة فكل في دنياه ، لاداعي لاضاعة اوقاتهم .... يتسأل ... مارايك ان نقوم بجولة سريعة مرة اخرى لنرى من من هؤلاء يمكن التحدث اليه في هذه الساعة.

يقلب قائمة الاسماء على هاتفه للمرة السابعة ...... لعله يجد اسماً جديدا لم يره في امرات الست السابقة ليتحدث معه ... كم هي شديدة حرارة التفاعلات الاجتماعية بين البشر ... ففي كل مرة يتجنب البعض ويستبعد الاسماء ليتبقى له بضعة ارقام لاشخاص هم بالقعل ذوي صلة قريبة له .... ولكن مع استمرار التقليب ، يكتشف انه في وسط الاسبوع .... فيستبعد رقمين .... وانها ساعات العمل الرسمية .... فليسقط رقم اخر ... كلها محاولات لكي يتكلم مع احدهم .... ولكن عما سيدور الحوار؟ ..... الو ازيك يا فلان/ة .... اخبارك ايه .... لا خير طبعا ، انا بس كنت عاوز اسمع صوتك ..... خلاص ماشي هانشوفك قريب .... سلام ... سلام !

يحاول ان يختلق الاسباب فلا يجد، ليسقط معها كل ماتبقى من اسماء وارقام ... وليجدن نفسه ببساطة لايتحدث سوي لعدد بسيط جدا من الاسماء على قائمة هاتفه ... وفي نطاق ضيق جدا .... وانه صار وحيداً .... تغزو ساحة افكاره الخواطر والتأملات وتتركه صريعاً مليئاً بالكلمات التى تريد براحا للخروج .... فلا تستطيع .... ولا يستطيع ان يتجاوب مع الناس في المترو او المواصلات كما يرى بعض الناس يفعلونها يومياً ..... يعتقد انه من الخطأ الشديد ان يفتح وجدانه ويتواصل مع الغرباء.... وان فعلها، هل سيحدثهم عن وحدته الفلسفية ام سيحدثهم عن افكاره التحررية ام عن مواقفه الثورية ام عن ابتهالاته ودعواته ام عن قائمة كتاباته حبيسة الاجندة الكحلي ...... يعتقد .. انه كتب هذه الجملة مراراً خلال اسطر مذكراته ..... لذلك يغلق هاتفه ..... ويتجرع كوباً من العصير ...... ويستلقي في الفراش.


من خواطر السبت 21 / 8 / 2010

ليست هناك تعليقات: